في عصر الأظهرة السريعة والهجومية، قليل من اللاعبين جمعوا بين القوة الدفاعية الصلبة والسرعة الفائقة بنفس توازن كايل ووكر، الظهير الأيمن لنادي مانشستر سيتي ومنتخب إنجلترا، الذي تحوّل من لاعب شاب في شيفيلد إلى أحد أفضل المدافعين في العالم.
النشأة والبدايات في شيفيلد
ولد كايل أندرو ووكر يوم 28 مايو 1990 في مدينة شيفيلد بإنجلترا، لأصول جامايكية.
نشأ في بيئة متواضعة وبدأ اللعب في شوارع حي “Sharrow”، المعروف بطابعه الشعبي.
انضم في سن السابعة إلى أكاديمية شيفيلد يونايتد، النادي الذي فتح له باب الاحتراف.
كان واضحًا منذ صغره أن لديه سرعة خارقة، وكان يلعب كمهاجم وجناح قبل أن يتحول إلى مركز الظهير.
أولى خطوات الاحتراف
في 2008، بدأ ووكر مسيرته الاحترافية مع شيفيلد يونايتد، لكنه لم يبق طويلًا، حيث لفت أنظار توتنهام هوتسبير الذي ضمه في 2009.
ومع ذلك، لم تكن البداية سهلة:
- تمت إعارته أكثر من مرة (كـ أستون فيلا وكوينز بارك رينجرز)
- احتاج إلى الوقت ليطور من الجانب الدفاعي في أدائه
- اعتمد على سرعته العالية في تعويض أخطائه في التمركز
لكن شيئًا فشيئًا، بدأ يفرض نفسه.
التألق في توتنهام
ما بين 2011 و2017، أصبح كايل ووكر الظهير الأساسي لتوتنهام، وأحد أفضل أظهرة الدوري الإنجليزي:
- شكّل ثنائية رائعة مع موسى ديمبيلي وهاري كين
- اشتهر بالانطلاقات القوية والالتحامات الحاسمة
- تم اختياره في فريق الموسم للبريميرليغ أكثر من مرة
- لعب تحت قيادة مدربين كبار كـ هاري ريدناب وماوريسيو بوكيتينو
وخلال هذه الفترة، تحوّل إلى لاعب دولي مع منتخب إنجلترا.
انتقاله إلى مانشستر سيتي: بداية المجد
في صيف 2017، انتقل إلى مانشستر سيتي مقابل 50 مليون جنيه إسترليني، ليصبح أحد أغلى المدافعين في التاريخ حينها.
بطلب من المدرب بيب غوارديولا، جاء ووكر ليقود الجبهة اليمنى للفريق في مشروعه الجديد.
ومنذ ذلك الحين:
- فاز بـ 6 ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز
- تُوج بدوري أبطال أوروبا 2022–2023
- حصل على كأس الاتحاد وكأس الرابطة عدة مرات
- لعب نهائي دوري الأبطال مرتين
- شارك في أكثر من 250 مباراة مع السيتي
تطوره تحت قيادة غوارديولا
مع بيب، لم يكن كايل مجرد ظهير، بل تطوّر إلى لاعب متعدد الأدوار:
- ظهير كلاسيكي عند الحاجة للدفاع
- قلب دفاع ثالث في بعض الخطط
- لاعب بناء يبدأ الهجمات من الخلف
- مدافع فردي ضد أسرع مهاجمي الخصم (مثل مبابي وفينيسيوس)
وأصبح عنصرًا لا غنى عنه في خطط السيتي المتنوعة.
مع منتخب إنجلترا
منذ أول مشاركة دولية له عام 2011، أصبح كايل ووكر أحد أركان المنتخب:
- شارك في يورو 2016، مونديال 2018، يورو 2020، ومونديال قطر 2022
- لعب كظهير وكمدافع ثالث
- ساهم في وصول إنجلترا إلى نهائي يورو 2020
- يشكّل توازنًا مهمًا في الدفاع بسبب سرعته وقدرته على إيقاف المرتدات
يُعتبر من أكثر اللاعبين ثباتًا في المستوى مع “الأسود الثلاثة”.
أسلوب اللعب
نقاط القوة:
- السرعة القصوى: من أسرع لاعبي الكرة في العالم
- الالتحام الجسدي: قوي جدًا في الثنائيات الدفاعية
- المرونة التكتيكية: يمكنه اللعب في عدة مراكز
- الهدوء تحت الضغط
- الخبرة في المباريات الكبيرة
ما يميزه أيضًا:
لا يهاجم كثيرًا مثل بعض الأظهرة الحديثة، بل يوازن بين الهجوم والدفاع بذكاء، مما يمنحه مكانة خاصة في فريق بيب غوارديولا.
شخصيته وتأثيره داخل وخارج الملعب
كايل ووكر يُعرف بكونه:
- قائدًا بالفطرة داخل غرفة الملابس
- يمتلك حس دعابة وروحًا مرحة
- ناضجًا جدًا في التعامل مع الإعلام
- قدوة للجيل الإنجليزي الجديد
رغم بعض المشاكل الشخصية التي أثيرت في الصحافة، بقي محافظًا على مستواه المهني العالي.
الجوائز والأرقام
- 6 ألقاب دوري إنجليزي مع مانشستر سيتي
- 1 دوري أبطال أوروبا
- 2 كأس الاتحاد
- 4 كأس الرابطة الإنجليزية
- أكثر من 80 مباراة دولية مع منتخب إنجلترا
- اختير في تشكيلة العام للبريميرليغ أكثر من مرة
ماذا بعد؟ مستقبل كايل ووكر
رغم بلوغه منتصف الثلاثينات، ما يزال ووكر أساسيًا في السيتي ومنتخب إنجلترا.
وقد صرّح في أكثر من مناسبة أنه:
- يفكر في مواصلة اللعب حتى سن متأخرة
- يطمح للمشاركة في يورو 2024
- يرغب في دخول عالم التدريب مستقبلاً
الخلاصة
كايل ووكر ليس مجرد ظهير أيمن…
إنه واحد من أفضل من شغلوا هذا المركز في تاريخ البريميرليغ، ورمز للثبات، القوة، والاحترافية.
من شوارع شيفيلد إلى منصات التتويج الأوروبية، كتب اسمه بين الكبار، وترك بصمة يصعب تكرارها.