نيمار: الفنان الذي وُلد للكرة… وعاش بين المجد والجدل
عندما تتحدث عن نيمار، فأنت لا تتحدث فقط عن لاعب كرة قدم.
بل عن قصة شغف، ومهارة، وطموح… وغموض.
هو اللاعب الذي أبهر العالم منذ مراهقته، وقسّم الناس بين من يرى فيه أسطورة، ومن يعتبره موهبة ضائعة بين الاستعراض والإصابات.
البداية في البرازيل: من سانتوس إلى العناوين العالمية
وُلد نيمار في 5 فبراير 1992، في ولاية ساو باولو، البرازيل.
وفي شوارعها، بدأت الحكاية. كانت الكرة رفيقه الأول، ومهاراته تُبهِر من حوله منذ الطفولة.
عندما انضم إلى نادي سانتوس، سرعان ما أصبح الاسم الأكثر لمعانًا في الدوري البرازيلي، حيث:
- سجل أهدافًا مذهلة
- قدّم مراوغات خارقة
- فاز بكأس ليبرتادوريس 2011
وفي سنّ الـ19، صار حديث الصحافة العالمية، وقارنوه ببيليه!
برشلونة: الحلم الذي تحقّق بجانب ميسي
في 2013، انتقل نيمار إلى برشلونة، في صفقة أثارت ضجة كبيرة.
وهناك، لم يكن مجرد جناح… بل كان أحد أضلاع الثلاثي الأعظم:
MSN – ميسي، سواريز، نيمار
مع هذا الثلاثي:
- فاز بدوري أبطال أوروبا 2015
- أحرز الثلاثية التاريخية
- قدّم مستويات مذهلة في الليغا ودوري الأبطال
- سجّل وأبدع في مباريات الكلاسيكو الكبرى
مباراته ضد باريس سان جيرمان (6-1)، تبقى واحدة من أعظم لحظاته، حيث سجّل وصنع وقاد الفريق إلى ريمونتادا أسطورية.
باريس سان جيرمان: الصفقة التي غيّرت كرة القدم
في 2017، فاجأ نيمار العالم بأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم:
222 مليون يورو إلى باريس سان جيرمان.
الهدف؟ أن يكون النجم الأول، ويقود مشروعًا خاصًا بعيدًا عن ظل ميسي.
في باريس:
- فاز بجميع البطولات المحلية
- قاد الفريق إلى نهائي دوري الأبطال لأول مرة (2020)
- قدّم أرقامًا مذهلة: أهداف + تمريرات حاسمة
- لكن الإصابات لاحقته باستمرار
ورغم النجاح، ظلت الجماهير منقسمة:
هل نيمار لاعب كبير في فريق صغير؟ أم نجم مظلوم لم يُدعَم بما يكفي؟
المهارة التي لا يُجادل فيها أحد
نيمار يُجيد أشياء لا يُجيدها غيره:
- المراوغة في المساحات الضيقة
- التحكم الخارق تحت الضغط
- تمريرات قاتلة
- تسديدات ذكية
- أسلوب راقص يجعل الكرة جزءًا من جسده
هو ليس لاعبًا يُشبه أحدًا. هو “نيمار فقط”، حالة فنية استثنائية.
منتخب البرازيل: القميص الأثقل في العالم
منذ بداياته، كان نيمار نجم البرازيل الأول:
- هدّاف المنتخب التاريخي متجاوزًا بيليه
- فاز بالأولمبياد 2016 (بعد طول انتظار)
- قاد الفريق لنصف نهائي كأس العالم 2014 قبل أن يصاب
- فاز بكوبا أمريكا 2019 (غاب عن النهائي بسبب الإصابة)
ومع كل هذا، ظلّت جماهير السامبا تطالبه بالمزيد… لأن نيمار في نظرهم هو “الوريث الشرعي لبيليه”.
الجانب المظلم: الإصابات والضغوط والإعلام
ورغم كل هذه الإنجازات، عاش نيمار صراعًا آخر:
- إصابات متكررة في الكاحل والقدم
- انتقادات من الإعلام بسبب السقوط المتكرر
- حمل ثقيل كنجم أول في بلد لا يرضى بالقليل
- مشاكل شخصية وإشاعات عطّلت صورته أحيانًا
ومع ذلك، لم يتوقّف عن تقديم السحر، كلما لمس الكرة.
الانتقال إلى الهلال السعودي: فصل جديد ومثير
في 2023، انتقل نيمار إلى الهلال السعودي، في خطوة تاريخية ضمن طفرة انتقالات النجوم إلى دوري روشن.
رغم الإصابة الطويلة التي أبعدته أغلب الموسم، يبقى نيمار أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في رفع مستوى التسويق والمتابعة للدوري السعودي، وسيفتح الباب للمزيد لاحقًا.
نيمار… هل هو أسطورة أم موهبة لم تكتمل؟
هنا السؤال الأزلي:
هل نيمار حقق كل ما يمكن؟
أم أن إصاباته وتوقيته وقراراته حرمته من أن يكون الأفضل في جيله؟
لكن الشيء الأكيد هو:
- لا أحد يُمتع كما يُمتع نيمار
- لا أحد يرقص بالكرة مثله
- ولا أحد ترك هذا الأثر الكبير في قلوب الجماهير، رغم كل العثرات
الخاتمة: من طفل الشوارع إلى ساحر الملاعب
نيمار هو قصيدة برازيليّة طويلة، فيها الفرح والحزن، الجمال والجدل، المجد والانكسار.
ربما لم يكن مثاليًا، لكنه كان دائمًا حقيقيًا… وهذا ما جعله محبوبًا حول العالم.