إذا كانت كرة القدم فنًّا، فـتييري هنري هو أحد أعظم فنانيها.
لم يكن فقط هدّافًا، بل كان شاعرًا بالكرة، يكتب أبياته في شباك الخصوم بخطواته السريعة ولمساته الساحرة
البداية في فرنسا: من موناكو إلى الحلم
ولد هنري في 17 أغسطس 1977 في ضاحية لي أوليس، باريس.
انضم إلى أكاديمية كليرفونتين الفرنسية الشهيرة، ثم التحق بنادي موناكو تحت قيادة المدرب آرسين فينغر.
وما لبث أن أظهر موهبة فطرية:
- سرعة خارقة
- ذكاء تكتيكي
- لمسة حاسمة أمام المرمى
كل هذا قبل أن يُكمل 20 عامًا.
يوفنتوس… التجربة الصعبة
في 1999، انتقل هنري إلى يوفنتوس، لكن التجربة لم تنجح.
اللعب في الجناح، في دوري دفاعي صارم، قيّد إمكانياته، ولم يكن الفريق المكان المناسب لانطلاقته الحقيقية.
لكن لحسن الحظ، شخص واحد كان يعرف قدراته: آرسين فينغر.
آرسنال: حقبة الأسطورة
عندما انتقل إلى آرسنال، تغير كل شيء.
- لعب مهاجمًا حرًا
- أصبح مركز الهجوم بلا قيود
- بدأ يسجل، يصنع، ويقود الفريق كزعيم حقيقي
من 1999 إلى 2007، كتب تاريخه بأحرف من ذهب:
- الهداف التاريخي لآرسنال (228 هدفًا)
- لقب الدوري الإنجليزي مرتين
- قاد الفريق لموسم اللاهزيمة 2003–04
- فاز بالحذاء الذهبي 4 مرات
وكل هذا بأسلوب لعب يجمع بين الرشاقة والقتل البارد أمام المرمى.
هنري: مهاجم غير تقليدي
ما ميّز هنري:
- لم يكن مهاجم صندوق تقليدي
- كان يبدأ الهجمة من الجناح
- يسحب الدفاع، يراوغ، ويسدد ببراعة خارقة
كان سريعًا بشكل مرعب، وذكيًا بشكل يفوق من يلاحقه.
برشلونة: المجد الأوروبي
في 2007، انتقل هنري إلى برشلونة، وهناك:
- شكّل ثلاثيًا ناريًا مع ميسي وإيتو
- فاز بثلاثية تاريخية (دوري، كأس، دوري الأبطال) في موسم 2008–09 تحت قيادة غوارديولا
- تألق في أدوار هجومية تكتيكية جديدة
ورغم أنه لم يكن النجم الأول، كان العنصر الذي يُكمل المعادلة.
المنتخب الفرنسي: المجد والجدل
مع فرنسا:
- فاز بكأس العالم 1998
- فاز بيورو 2000
- لعب 123 مباراة دولية وسجل 51 هدفًا
- لكن مرّت مسيرته بلحظات مثيرة للجدل، أبرزها لمسة اليد ضد أيرلندا في تصفيات كأس العالم 2010
ورغم ذلك، يبقى من أبرز رموز الكرة الفرنسية على مر العصور.
بعد الاعتزال: من اللاعب إلى المحلل والمدرب
بعد انتهاء مسيرته في نيويورك ريد بولز، دخل عالم التدريب والتحليل:
- عمل كمساعد مدرب للمنتخب البلجيكي
- درب موناكو، ثم مونتريال الكندي
- ويُعد الآن أحد أبرز المحللين في قنوات مثل CBS وSky Sports
أسلوبه في التحليل؟ ذكي، هادئ، وواقعي… تمامًا مثلما كان في الملعب.
هنري… اللاعب الذي جمع بين الأناقة والقتل
لاعب مثل هنري لا يتكرر كثيرًا.
هو من جعل اللمسة الأخيرة فنًا راقيًا، ومن علّم المهاجمين أن تسجيل الأهداف يمكن أن يكون جمالًا، لا فقط أرقامًا.
الخاتمة: أسطورة لا تموت
سواء كنت مشجعًا لآرسنال أو خصمًا له، لا يمكنك إلا أن تحترم تييري هنري.
هو ليس فقط الهداف الأفضل في تاريخ “الغانرز”، بل أحد أكثر المهاجمين تأثيرًا في جيل بأكمله.