كريم بنزيما: الهدّاف الذي صمت طويلًا… ثم صرخ مجدًا
قد لا يكون الأكثر ضجيجًا في الإعلام، لكنه بالتأكيد من أكثر اللاعبين احترامًا في ملاعب كرة القدم.
كريم بنزيما لم يكن مجرد مهاجم… كان ظلًا يتحرك بذكاء، حتى تحوّل إلى شمس ساطعة بعد سنوات في الظل.
البداية: من شوارع ليون إلى الأنظار
وُلد كريم بنزيما عام 1987 في مدينة ليون الفرنسية لعائلة جزائرية الأصل.
بدأ يلعب في أكاديمية أولمبيك ليون، وهناك لفت الأنظار بموهبته التهديفية وذكائه الكبير رغم صغر سنه.
- صعد للفريق الأول وهو مراهق
- ساهم في تتويج الفريق بـ3 ألقاب دوري
- سجل أهدافًا حاسمة في البطولات المحلية والأوروبية
وبحلول عام 2009، أصبح واحدًا من أفضل المهاجمين الشباب في أوروبا.
ريال مدريد: الرحلة الأطول… والأكثر جدلًا
انتقل بنزيما إلى ريال مدريد عام 2009، وسط ترسانة من النجوم أبرزهم كريستيانو رونالدو وكاكا وتشابي ألونسو.
لكن في سنواته الأولى:
- تعرّض للانتقادات
- وُصف بـ”الكسول” و”البارد”
- عاش في ظل رونالدو الذي كان الهداف الأول للفريق
ومع ذلك… لم يشتكِ. لم يبحث عن الرحيل.
بل ظل يعمل بصمت، ويطوّر نفسه عامًا بعد عام.
ما بعد رونالدو: ظهور القائد الحقيقي
في عام 2018، رحل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، وحينها حدث ما لم يتوقّعه الكثيرون:
بنزيما انفجر.
- أصبح الهداف الأول
- تطور بشكل مذهل في صناعة اللعب والقيادة
- قدّم أفضل مستوياته في سن الـ33
- قاد الفريق لحصد دوري أبطال أوروبا 2022، وسجل أهدافًا أسطورية ضد باريس، تشيلسي، وسيتي
وفي نفس العام، فاز بـالكرة الذهبية، كأفضل لاعب في العالم.
كان ذلك تتويجًا لتاريخ طويل من الصبر والعمل في صمت.
بنزيما: مهاجم من نوع نادر
ما يجعل بنزيما فريدًا:
- ليس فقط هدافًا، بل أيضًا صانع ألعاب ممتاز
- يتحرك بذكاء لخلق المساحات
- يقرأ تحركات زملائه ويمرر بطريقة قاتلة
- لا يبحث عن الأضواء، بل عن النتيجة
هو النموذج المثالي لـ”المهاجم العصري” الذي يساهم في اللعب الجماعي دون أن يفقد غريزته التهديفية.
العودة للمنتخب الفرنسي: فصل درامي
بعد مشاكل خارج الملعب، تم استبعاد بنزيما من منتخب فرنسا لمدة 6 سنوات.
لكنه عاد في 2021، وكان حاسمًا في يورو 2020 (المؤجل)، وسجل أهدافًا رائعة.
رغم أن عودته لم تتوّج بلقب، إلا أنها:
- أظهرت نضجه
- أعادت له مكانته في قلوب جماهير بلاده
- أكدت أنه لم يكن سببًا في أي فشل، بل ضحية للضغوط
الانتقال إلى الاتحاد السعودي: النجم الهادئ في أرض الذهب
في 2023، وبعد 14 موسمًا في مدريد، قرر بنزيما خوض مغامرة جديدة مع نادي الاتحاد السعودي.
رغم الإصابات وتغيّر الظروف، يبقى وجوده في الدوري السعودي رمزًا كبيرًا لتاريخ حافل بالإنجازات، ورسالة بأنّ النجم الحقيقي يمكن أن يُلهم في أي ملعب، بأي قميص.
بنزيما: الهدوء الذي يصنع العظمة
لم يكن “استعراضيًا”، لم يحتفل بصخب، لم يصرّح كثيرًا…
لكنه:
- سجل أكثر من 350 هدفًا
- فاز بخمسة ألقاب دوري أبطال أوروبا
- حصل على الكرة الذهبية
- وكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ ريال مدريد
الخاتمة: كريم بنزيما… اللاعب الذي فاز بلعبة الصبر
قصة بنزيما تُدرّس.
لأنه:
- لم يكن النجم المفضّل في بدايته
- لم يكن الأبرز إعلاميًا
- لكنه آمن بنفسه… واستمر
- حتى أصبح أسطورة بكل المقاييس